منتدى المركب الرياضي الجواري مقرة
اهلا بزوارنا الكرام

نتمنى لكم المتعة الفائدة وقضاء اوقات رائعة

يرجى التسجيل
منتدى المركب الرياضي الجواري مقرة
اهلا بزوارنا الكرام

نتمنى لكم المتعة الفائدة وقضاء اوقات رائعة

يرجى التسجيل
منتدى المركب الرياضي الجواري مقرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى المركب الجواري مقرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ╣◄أحلام موءودة ►╠

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
cspmagra
Admin
cspmagra


المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/03/2012
العمر : 28

╣◄أحلام موءودة ►╠ Empty
مُساهمةموضوع: ╣◄أحلام موءودة ►╠   ╣◄أحلام موءودة ►╠ Emptyالجمعة أبريل 20, 2012 1:22 pm


╣◄أحلام موءودة ►╠ Icon





╣◄أحلام موءودة ►╠ 4_bbar



عبر ثنيتي الجبلين برز هيكله ، فاردا يديه متنفسا في عمق، وتفاصيل قريته الأم تنعكس على بؤبؤيه ،فيض من

مشاعر دفاقة
تغزو كل ذرة من كيانه ، خفقات قلبه تضج في إيقاع جنوني وأنفاسه تتلاحق في
دوي تشوبه لوعة حارقة تلتهب بين أضلعه..تطلع "منير" بشغف غامر إلى الجبل
الرافل أمامه في شموخ ، وقد اكتست ذؤابته بإكليل جليدي براق ، و تناثرت
عند سفحه بيوت متناسقة القد ، مربعة الهيكل كأنها علب ثقاب ُرصت في انتظام
، وقد
ارتفعت سحائب الدخان بروية عبر مداخنها متصاعدة نحو صفحة السماء بلونها الرمادي المتجهم ... أخرج من حقيبته الصغيرة
السوداء ورقة بيضاء ، قد غشاها غلاف شفاف ، يلتئم بها اللونان الأزرق
والقرمزي وقد ظللتهما أوراق فستقية أشبه بأوراق القنب الهندي ...لم تكن
تلك الورقة التي احتضنها في حرارة تكفي لإذابة جليد سلسلة الريف بأسرها ،
سوى شهادته الجامعية ، التي انتزعها من بين أوراق عمره المتناثرة..


╣◄أحلام موءودة ►╠ 4_bbar

أربع
سنوات قضاها مغتربا في أقصى شمال ألمانيا ، اضطر للمكوث ضعفيها في ذات
البلد ، متنقلا بين حواضرها وبواديها وقد غزت تقرحات وشقوق متباينة راحتي
يديه الهزيلتين ، يبست أطرافه وضمرت عيناه وزهرة شبابه تذبل أوراقها
وتتلاشى في مقتبل العمر ، فيما لم تشفع له شهادته البائسة في ما هفت إليه
نفسه الكسيرة من مراتب تنسيه ضنك الحال وتشرذما بين أنصال الغربة اللاذعة
و جفاء الألمان بتقاسيمهم الصلفة وتفاصيل دراسته المريرة بجامعة "هانوفر"
شمال ألمانيا...


في
ربض سبيله المثقل قسوة ومعاناة ، كانت يداها المتغضنتان تمتدان إليه ،
تنتشلانه في حنان غامر من بين براثن العوز والتردي ، لم يتردد "منير"
للحظة في قبول عرض العجوز "هيلدا" وهي تدعوه ليزف موكبها الآفل تحت مقصف
الورد ، رغم علمها اليقين بقرب تهاوي آخر وريقات شجرتها الذابلة تحت وقع
خلايا سرطانية تغزو تلافيف دماغها المتيبس في
بطء قاتل ، ووهج الحياة يخفت شيئا فشيئا قبالة مآقيها ... قبل أن تستسلم لسطوة المنايا في يوم خريفي مغبر الثنايا ...


يبدو أن الحظ قد ابتسم له أخيرا وهو يرث ما خلفته من ثروة تنوء بها أركان "هانوفر" وما جاورها ، وقد غدا بين عشية وضحاها أحد أثرى أثرياء الشمال الألماني..

╣◄أحلام موءودة ►╠ 4_bbar

زفر في عمق شاقا طريقه بين الأجساد والضباب المنقشع ، يشق الأرض المفروشة بالحصى ، وقطرات الندى ترصع جوانب الحقول الممتدة بين جنبيه ، أحس بشئ ما يتململ في أعماقه وكأن روحا

ثائرة
تنشد مبارحة دواخله لتعانق ثرى قريته الأم "أيت صالح " وقدماه تتماهيان في
خطوهما الرصين وهما تقتحمان مناكبها المترامية الأطراف .


عيون
ترقب ..ثغور منفغرة وصمت مريب أعقبه توقف صدى خطواته على حين غرة... قبل
أن يجد نفسه للحظة وسط زوبعة نقع عاتية تكشفت فبدت منها سلسلة أذرع
وأفواه وملامح هلامية ...وقد اعتصرت جسده النحيل وانهالت عليه بوابل من
القبل والرج والعناق المحموم... وجبينه ينزُّ عرقا ... إنها حرارة
الاستقبال التقليدية بعمقها المتجدد كلما عاد أحد أبناء القرية من أرض
المهجر إلى أرضهم الأم "أيت صالح".


جفف عرقه ملتقطا أنفاسه وهو يكمل مسيره صوب منزل أهله العتيق.. .لكن ، ثمة جلبة غير اعتيادية تلوح في الأفق "..

هكذا أسر في نفسه وهو يجتلي بعينيه ذلك الحشد
المتماوج كخلية نحل بين أزيز صاخب وأصوات تتعالى في إيقاعات متمايزة ،
وكأن سوق" السبت" المتاخم قد حط رحاله في عمق القرية الوادعة ، اقترب
"منير" قليلا وعيناه تتطلعان في حذر إلى تلك الأكوام اليابسة التي تناثرت
بين أقدام جحافل النسوة والصبية والرجال وهم يرتبونها في أكوام متراصة
بهمة وحزم..وأنفاسهم تتلاحق في رتابة وجباههم تتفصد عرقا ...في حين جحظت
عيناه هلعا وهما تفترسان ما يتمثل قبالتهما..


╣◄أحلام موءودة ►╠ 4_bbar

╣◄أحلام موءودة ►╠ Drogue_elkhabar

"إنها هي.. تلك الأكوام التي تركتها وراء ظهري ببلاد الألمان.. لا مفر منها ولا مناص..إن هي بعينها !!" ..صاح" منير" في ارتياع...

وكأنها قد أبت إلا أن تتعقبه في سباق ممتد الأميال حتى أسوار قريته ومسقط رأسه " أيت صالح"...

يبدو
أن عجلات الدهر تعزف على أوتار المحاكاة وقد تجدد ذات المشهد بين يديه مرة
أخرى ...كانت قدماه تذرعان مساحات الشركة الممتدة الأطراف في حماس وقد
انتقلت ملكيتها لتصبح تحت تصرفه وإمرِته ، بعد أن توفيت العجوز "هيلدا"
تاركة له الجمل بما حمل...


فجأة ، تناهت إلى مسامعه جلبة غير عادية ، انتشلته في عنف من مواكب الانتشاء .. أحس بشئ غريب يجذبه من تلابيبه
وهو يحث الخطى في هدوء وحذر ليجد نفسه جوف المخزن القاتم وقد ازدحمت
جوانبه بأكوام ذات النبتة اللعينة...نبتة" القنب الهندي" المخدرة.


╣◄أحلام موءودة ►╠ 1897291-2600153

بدا له كأن الأرض تميد تحت قدميه وقلبه يرتج بين أضلعه كطير ذبيح ، قبل أن يتمتم في ذهول واستنكار :

" "بيتر" ، هل لك أن تفسر لي ما يحدث الآن؟؟"

"هو
ذات ما يحدث منذ أكثر من عقد من الزمن ، منذ وفاة السيد "كرونكر" زوج
السيدة "هيلدا" ..".أجابه مدير الإنتاج بشركة "هيلدنكو" ، "بيتر جريتل"
بمزيج من حزم وتوجس.


" ل..لكن..كيف ذلك؟ وماذا عن أطنان المعلبات والمواد الغذائية التي تنتجها شركتنا ؟ " ...بادره "منير" مستفسرا بنبرة متهدجة...

" لم تكن سواء غطاء تتوارى وراءه عملياتنا المشبوهة ، تحت حماية بعض رجال الشرطة المحلية ...(تنحنح مستطردا في

خبث)
، مقابل مبالغ تسيل لها أنهار من لعاب....ثم قدم له أحد كبار الضباط في
المنطقة وهو يبتسم في وحشية ، حريصا على أن تتم العملية تحت حمايته
الخاصة..


" أيها الأوباش ، استغللتم سذاجتي وغمرتم أوصالي في مستنقعكم الآسن...الآن فقط علمت لم كانت الشمطاء "هيلدا"

عليها لعان السماء الأبدية ، تصر على بقائي بعيدا عن ردهات شركاتها المشبوهة ، وبالأخص مخازنها العفنة هاته ،

متعللة بحرصها على سلامتي وخوفها علي من تفاقم حساسيتي المزمنة...ألا فلتتلظى ذاتك السمجة بين وديان الجحيم أيتها الحقيرة..."

أكمل
"منير" كلماته المحمومة وقد تهاوت قبالة ناظريه مملكة ثروته الوهمية
وتلاشت صروحها كما تتلاشى سحائب الصيف العابرة تحت لظى خيوط الشمس
الحارقة...


╣◄أحلام موءودة ►╠ 4_bbar

جمع ما تيسر لم شتاته من متاع ، مودعا أرضا الألمان إلى الأبد تاركا وراءه بقايا ذكريات سوداوية ، ليعود مجددا إلى

قريته ومسقط رأسه " أيت صالح" ولواعجه تميد حرقة وأسى ، معلنا القطيعة الأبدية مع ماضيه الألماني المثخن شجنا و حرمانا...تذكر شهادته الجامعية ، بؤرة النور اليتيمة وسط بحر ظلمات تجربته الألمانية المريرة ، ولاحت بين تجاويف مخيلته صورة عمه "المختار" وهو يودعه ، واعدا إياه بمنصب مهم حين عودته ظافرا بشهادته الجامعية من أرض الألمان...

انتفض
"منير" في عنف على إيقاع هدير شاحنة ضخمة انتشله من عمق ذكرياته الفاحمة
وقد خيل إليه لوهلة أنه لايزال غارقا بين أمواجها القاتمة ، وعيناه
تتطلعان إلى تلك الكتابة المألوفة على جنبي الشاحنة ...تدلت عيناه من
محجريهما ولسانه يتهجى في ذهول كلمات خطت بألمانية واضحة:




" هيلدنكو للاستيراد والتصدير "!!!!!

╣◄أحلام موءودة ►╠ 4_bbar

قبل أن يتوالى مسلسل المدلهمات و مدير الإنتاج "بيتر" ينزل في تؤدة عبر إحدى بابيها مبتسما في خبثه المعهود ،

وقد تلقفته أيادي "شيخ القرية" ، واستمرا في حديث ذي شجون وقد توسطهما مترجم بملامح ألمانية جلية...

فجأة أصدرت إطارات سيارة سوداء باذخة صريرا خافتا ،

لينزل منها شيخ وقور رافل في جلباب ناصع البياض بجانبه كهل محدودب الأنف متجعد القسمات ...

حدق"منير" مليا في تراسيم الشيخ قبل أن تتوضح الصورة قبالته أكثر فأكثر...لم يكن ذلك الأشيب الوقور سوى

عمه...عمه
الوحيد "المختار" وعميد الشرطة " إبراهيم" ابنا "أيت صالح" البارّان ،
وقد تلقاهما "بيتر" بالأحضان وقد دوّت قهقهاتهم متعالية في إيقاع
صاخب...


تجمد "منير" في مكانه ، وقد أظلمت الدنيا أمام عينيه واستفحلت حلكتها إلا من هياكل الثلاثي الماثل قبالتهم ،

ووقع
كلماتهم وضحكاتهم الصادحة يضج بين تجاويف مسامعه ليهتز عصب لسانه في
إيقاع مضطرد بضحكات خافتة تعالت شيئا فشيئا ، لتستحيل تحت إيقاع هستيري
وهو يركض كالريح تحمل الحصى والثرى في طريقها ممزقا شهادته
البائسة
قطعا صغيرة حملتها الريح بعيدا فتبددت وتلاشت وهو يقفز وسط إحدى حقول
القنب الهندي وقد خبا من عينيه وهج العقلاء ...راكضا في لاوعيه المصقول
نحو حافات المجهول..وقد وئدت أحلامه في مهدها تحت نبراس نداء الأفول .



╣◄أحلام موءودة ►╠ 4_bbar





تمت بحمد الله


اهداء خاص إلى أعز أصدقائي بالمنتدى

أمجد، رحيل الأماني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://cspmagra.rigala.net
 
╣◄أحلام موءودة ►╠
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المركب الرياضي الجواري مقرة :: أدب وشعر :: القصص القصيرة-
انتقل الى: