==الحب الخيالي ........ ==

تعرف
الشاب عبد الله ، الذي لم يصلي يوما صلاة في وقتها و لم يؤدي واجبا كما
يجب ، على شابة جميلة في الفايسبوك... ربما لم تكن جميلة لكن اعتقد بأنها
كذلك .. بل كان مقتنعا بأنها جميلة ... أخبرته الشابة الجميلة بأنها تسمى
ناريمان و بأنها تدرس في السنة الثانية جامعية و بأن والدها مقاول كبير و
صاحب شركات كبيرة .... بينما لم يخبرها الشاب عبد الله بأشياء كثيرة
باسثناء اسمه : وديع و مهنته : رجل أمن و هدفه من الشات : البحث عن بنت
الناس كما يطلق عليها كل من يلعب نفس اللعبة.. لم يدري الشاب بأن بنت
الناس التي كان يبحث عنها ليست ببنت الناس و لا حتى ببنت الشارع .. لم
يتصور او يفكر في ان بنت الناس الجميلة ناريمان ليست لا ناريمان و لا حتى
طامو أو فطوش... كانا يخبران بعضها البعض بما لذ و طاب من إبداعات خيالهما
... كانت المسماة ناريمان تخبره كل يوم بأنها لا تريد الزواج و لا تحب
الحديث مع زملائها بالدراسة و لا تحب الذكور لكونها محافظة و بنت ناس
الناس ... بينما كان الشاب يخبرها بان الفتيات في كفة و هي في الكفة
الأخرى.. استمرت علاقتهما و ازداد تعلق عبد الله بالمسماة ناريمان ... كان
يدردش معها في كل الأوقات .. لا يبالي بصراخ والدته و بتوبيخ أخته الكبرى
.. أما الأخت الصغرى المراهقة فقد كانت تحترمه كل الاحترام و تحبه و تقدره
.. ليس لرجولته الغائبة و لا لنخوته المريضة و لا لغيرته المختفية ... بل
لأنه اجرى معها اتفاقا بأن لا تخبر والدته شيئا عن إدمانه ... إدمانه
المخدرات و إدمانه ناريمان ... وكان المقابل صمته و عدم أمرها بالجلوس في
المنزل أو طرح ذلك السؤال المزعج : أين كنت ؟ .... كان اتفاقا تاريخيا و
تسوية احتاجت لجلسات عديدة و لبنود كثيرة ...لم يكن محبا للصلاة و لم
يبالي يوما او يفكر في النهوض للمسجد ولو لصلاة الجمعة ... أما ناريمان
فلم تكن لتجد أية مشاكل مع والديها و لا مع أخويها ... فهي متعودة على
الجلوس أمام الحاسوب كل الوقت و الذهاب لإحضار ما تؤمر به من الخارج.....
لم تكن تصلي كذلك ..

طالت
علاقة الشاب وديع بالشابة ناريمان و تسلم منها رقما هاتفيا بشرط واحد : لا
مكالمات فقط رسائل .... شرط جعل الشاب خائفا فهو لم يسمع صوتها يوما ....
لكن سرعان ما تبدد الخوف بعد سماع تبريرات الآنسة ناريمان التي اخبرته بأن
السبب هو أبوها القاسي و أوخها السفاح و لا يجب عليهما سماع رنين الهاتف
أو رؤيتها تكلم احدا ثم قالت له الكلمة الجميلة التي ذهبت به آلاف
الكيلمترات بعيدا كل البعد عن واقعه و وواقع امه المرير ... قالت له انا
احبك يا وديع ... تركته هائما يحس بسعادة كبيرة متناسيا بان أما بانتظار
من يحن عليها و يعطيها بعض الدراهم لكي تبتاع له ما يسد رمقه و رمق أخته
الصغيرة التي لا تختلف عنه كثيرا .... تناسى بأن أمه تعمل منظفة لساعات
طويلة لكي تحضر لأبيه المقعد دوائه و تبتاع لأخته الكتب قبل أن يأخذ منها
هو ثمن تعبئة الانترنيت ليسبح بعيدا عن واقعه مع محبوبته ناريمان ....بدأ
الشاب وديع يفكر في التخلي عن إدمانه للمخدرات من أجل إرسال تعبئة
لمحبوبته لكي تأتي و تدردش معه و يلتقيا في احلامهما .... أصبحت التعبئة
تعبئتين ... ولم يرغب عبد الله بعد في الذهاب للبحث عن عمل و يجعل امه
تستريح... لا لن يستطيع فهو لم يثبت يوما بأنه إنسان و زادته ناريمان
فأصبح مماته رحمة لأمه و حياته عذابا ..

استمرت
علاقة الشابين وديع و ناريمان و طالت و زاد عدد التعبئات المطلوبة مما جعل
وديع يفكر في جلب المال بأي طريقة ... اصبح يسرق ... احترف السرقة و
الانحراف .... استمرت الأكاذيب و كان ضروريا أن تنتهي يوما ...كان يوما
كارثيا.. كان يوم جمعة ... الجمعة التي يذهب فيها كل عباد الله إلى المسجد
إلا عبد الله....كان ينتظرها كالعادة فجأة توصل برسالة من رقم مجهول يخبره
فيها فاعل خير بأن ناريمان لا وجود لها على أرض الواقع معتذرا له عن ما
يناهز 500 درهم من التعبئات التي أخذها منه ..... لم يكن إلا صديقا من
أصدقائه قام بخداعه ..... أقسم عبد الله على كشف ناريمان و قتله ... و
للأسف نجح في ذلك بمساعدة فاعلي الخير الكثر .... قتله و ذهب ليتزوج في
السجن........ انتهت القصة حزينة بانحراف الأخت الصغرى و خروج الأم للشارع
بعدما طردها صاحب الدار.....

محمد