==|| كذبك حلووو ||......................ـ ==

( حبيبتي أعدكِ أنني سأعود لأخذكِ معي بعد أن أستقر هناك مادياً ومعنوياً )

كانت كلماته , وملامحه ونبرة صوته تنم عن صدق تام .

صدقته المسكينة ... فكان الوداع مؤثراً جداً , ذرفت الكثير من الدموع
مع إبتسامة رضا أنه سيعود إليها في يوم ما , وتكون بقربه مدى الحياة .

مرت شهور

كانت الإتصالات بينهم متواصلة دون إنقطاع , فزاد اشتياقها إليه , وفي
كل يوم يمر تُصبر نفسها بإقتراب موعد لقاءها بروحها الآخرى , داعيةً الله
له بالتوفيق

وتيسير الحال ... والعودة سريعاً لأخذها معه فالحنين إليه وإلى كلماته قد أخذ منها مأخذه .

وبعد مرور سنة

أصبحت المكالمات بينهم قليلة جداً , إستاءت لهذا الحال المقلق . وزاد
حزنها وهمها , أولاً : بعد المسافات بينهم , وثانياً : بتغييره المفاجئ
وندرة اتصالاته

وسرعة انتهاءها دون معرفة وضعه وظروفه .

ومرت سنة أخرى

كانت الإتصالات منقطعه منذ شهور عديدة , والأرقام لم تعد نفس التي كان
يستخدمها , لقد قام بتغيير كل ما له صلة بها , نسي من كانت تكن له كل ذلك
الحب والوفاء

وانشغل بحياته الجديدة , في عالم جديد , لا يمت للصدق أي صلة .

وبعد مرور سنين

كانت تجلس بالقرب من النافذة تستمع لأغنية ... كذبك حلو ...

تذكر شو مشينا ... مشينا و حكينا تارينا ارجعنا متل ما بقينا
عم تلغي ماضينا بعده عايش فينا عم تنسا وكأنا لا رحنا ولا جينا
أحلى شي فيك الي معلقني فيك إن كذبك بيتصدق هيك خليك
كذبك حلو شو حلو لما كنت شي كذبة بحياتك
كذبك حلو تذكرني شي مرة ورجعني عبالك

ر جعني وانساني مرة ولو ثواني يكفيني ولو مرة ما بدك ياني
يعني الأمل فيك ولسه باقي فيك يعني ما في شي بيرضيك ايه هيك خليك
كذبك حلو يا أول كذبة صدقتا بحياتي
كذبك حلو يا أحلى كذبة واخترتا بذاتي

دُقَ جرس الباب , فتحته , وإذا برجل يقف خلفه قائلاً : بريد لكِ سيدتي , وقعي هنا إذا سمحتي .

وقعت على الورقة , وأخذت الظرف , أغلقت الباب , وفتحت البريد ... وكانت المفاجئة كبيرة جداً

فسقطت مغشياً عليها ... وبعد مرور دقائق استعادت وعيها , جلست على الأرض وقرأتها مرة أخرى ,

حبيبتي ياسمينه , مهما أبعدتني عنكِ المسافات وأنقطعت عنا كل الصلات , لم أنساكِ

(( سامحيني ))

وأعلمي أن انقطاعي عنكِ لم يكن بمحض إرادتي , فالمرض أعياني , وإن كنتِ تقرأين رسالتي هذه

فسأكون حينها تحت التراب , سامحيني , أخترت المعاناة لوحدي , لا أريد
لكِ المعاناة معي , لأنكِ لا تستحقين إلا كل حب وحنان و العيش بأمان

لهذا أوصيت بكل أملاكي لكِ , فأختاري حياتكِ وعيشي مثلما تريدي أن
تعيشي , لا تحزني عليّ , أريد رؤية إبتسامتكِ التي اشتقت إليها كثيراً

لا تحرميني منها الآن , هيا إبتسمي ... إبتسمي من أجلي هيا ................

فأجهشت في البكاء أكثر , و صاحت بصوت عالٍ : ومن قال أنني في بعدك لم أعاني من ؟ من ؟ ألقت بالورق على الأرض , واستلقت على الأرض

مُبللةً الأوراق بالدمووع .

محمد